مغربنا 1 جريدة إلكترونية مغربية


صفر صوت … هل يقود عزيز أخنوش السياسة المغربية إلى الهاوية

أنتلجنسيا مغربنا 1-Maghribona 1 

تشهد الساحة السياسية المغربية أزمة ثقة غير مسبوقة بين المواطن والأحزاب السياسية، أزمة تفاقمت بشكل كبير في ظل حكومة عزيز أخنوش التي أصبحت مرادفاً للفشل في معالجة القضايا الحيوية التي تهم المواطن المغربي. غلاء المعيشة، البطالة، واللامبالاة الواضحة تجاه مصالح الشعب، كلها عوامل ساهمت في تعميق الهوة بين المواطن والطبقة السياسية. وفيما تغرق الحكومة في وعودها الرنانة وسياساتها البعيدة عن الواقع، يبدو أن الشارع المغربي بدأ يفقد الثقة الكاملة في العملية الديمقراطية برمتها.
هذه الأزمة لم تعد مجرد نقاش في الصالونات السياسية أو موضوعاً لتحليلات الخبراء، بل أصبحت حقيقة واضحة، تجلت بوضوح في نتائج الانتخابات الجزئية التي جرت يوم الخميس 12 شتنبر 2024. حيث شهدت الدائرة الانتخابية رقم 2 بالجماعة القروية تالمكانت، قيادة أركانة، إقليم تارودانت الجنوبية، واقعة غريبة قد تكون الأولى من نوعها: صفر صوت لجميع المرشحين المشاركين في هذا الاستحقاق الانتخابي. الحزبان المتنافسان، حزب الأصالة والمعاصرة وحزب التجمع الوطني للأحرار، فشلا في الحصول على أي تأييد شعبي، في مؤشر خطير على مدى انهيار الثقة في العملية الانتخابية والسياسية.
هذا الحدث يمثل ناقوس خطر حقيقي للمشهد السياسي المغربي. فما الذي يدفع المواطن إلى الامتناع عن التصويت بشكل جماعي، حتى في دائرة انتخابية صغيرة؟ الإجابة تكمن في الإحساس المتزايد بأن اللعبة السياسية في المغرب أصبحت مقتصرة على وجوه متكررة وأحزاب تهيمن عليها مصالح شخصية. فقد تحولت الوعود الانتخابية إلى مجرد شعارات خاوية، فيما لم يتغير واقع المواطن المغربي المتأزم.
الأحزاب الكبرى، مثل “التجمع ” الذي يقوده عزيز أخنوش، فشلت في إقناع المواطن بأنها البديل القادر على تحسين الأوضاع السياسية الاقتصادية والاجتماعية التي تتبعها الحكومة تسببت في غلاء الأسعار وتفاقم الفوارق الاجتماعية، فيما لم تقدم أي حلول ملموسة لتحسين معيشة المواطنين. وبدلاً من أن تكون الانتخابات وسيلة للتغيير الديمقراطي، أصبحت بالنسبة للمواطن المغربي عملية شكلية لا تعكس إرادته الحقيقية.
إن الحصول على “صفر صوت” في انتخابات هو بمثابة رسالة واضحة من الشعب إلى السياسيين: “لم نعد نثق بكم”. قد يكون هذا العزوف تعبيراً عن غضب مكبوت ضد السياسات الفاشلة، أو ربما هو تمرد صامت يعبر عن استياء المواطن من مشهد سياسي يبدو فيه التغيير مستحيلاً. وفي كلا الحالتين، يعد هذا مؤشراً خطيراً على انهيار الثقة في النظام السياسي الحالي، وقد يكون بداية لانفجار أكبر.
ومع استمرار هذا التراجع في الثقة، تواجه الأحزاب السياسية المغربية تحدياً حقيقياً. إذا لم تستطع إعادة بناء جسور الثقة مع المواطن وتقديم حلول واقعية لمشاكله، فإن الانتخابات المقبلة قد تشهد عزوفاً غير مسبوق. هذا قد يؤدي إلى تفكك النظام السياسي كما نعرفه اليوم، وقد نرى بروز قوى سياسية جديدة تسعى لملء الفراغ الذي ستتركه الأحزاب التقليدية.
هل ستدرك الأحزاب الحاكمة، وعلى رأسها حزب “التجمع الوطني للأحرار”، حجم الخطر الذي يواجهها؟ وهل ستتمكن من اتخاذ خطوات حقيقية لمعالجة أزمة الثقة هذه قبل أن يتفاقم الوضع؟ أم أن الصفر صوت سيكون البداية فقط لانهيار أكبر في الثقة السياسية؟



شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.