إصلاحات جديدة للمنظومة التربوية بالمغرب

إصلاحات جديدة للمنظومة التربوية بالمغرب
تعليم / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا مغربنا 1-Maghribona 1 : مراد علوي

تبقى الممارسة التربوية داخل المؤسسة التعليمية التكوينية بسياقها العام،ممارسة اجتماعية تتلاحم فيها القيم و المبادئ والأخلاق، وكذلك أنماط التنشئة،فالمؤسساتالتربوية على اختلاف أنواعها و أحجامها هي مجتمعات مصغرة، دائمة الارتباط المتنامي و المتطور بالمجتمع المعاش في حال صلاح وفعالية برامجها و مناهجها الدراسية،العكسي التقهقري في حال جمود و رداءة ماتقدمه للمتعلم،هذا الأخير هو حجر الأساس في بناء الحضارة،هو مواطن الغد،هو المسؤوللذا فخلق الجودة في العملية التعليمية التعلمية، أو تجويد الممارسة التربوية عامة، ليس بالموضوع الفضفاض الممكن تجاوزه أو شعارا براقا ظل هاجسا منذ مدة،بل هو تحد حقيقي أمام الأمة في ظل التحولات الاجتماعية و الاقتصادية والسياسية، هو مصفاة لفرز الكفاءة عن الفشل، فما الجودة في العملية التعليمية التعلمية و كيف السبيل إلى تحقيقها؟

لقد ظهر مصطلح الجودة بداية في الميدانالصناعي،فنقول مثلا أن المنتوجذو جودة،أي أن طريقة إعداده تتماشى مع المعايير المتفق عليها وطنيا أو دوليا،أما إسقاط هذا المفهوم على ميدان التربية والتعليم،فيعني قياس مدى تحقق الأهداف المسطرة ضمن المناهج الدراسية و الكفايات المنشودة، في مردودية المتعلم، بمعنى أخر ضرورة حدوث أمرين مهمين أولهما تغير ملموس و ظاهر في سلوك المتعلم ثانيهما تفاعلهإيجابا مع المحيط،كون محتويات الفعل التعليمي قداستجابت بنجاح لحاجاته التعلمية المتباينة،ونذكّر في هذاالصدد بمجموعة من المذكرات و الدلائل الوزارية، كذلكالمجال الثالث في الميثاق الوطني للتربية و التكوين، والمشروع التاسع في المخطط الاستعجالي،التي دعت جميعها لتأسيس أرضية مواتية لخلق الجودة، وإذا فصّلنافي هذه القضية الحساسة سنجد أن الجودة هي نظام متكامل،تتداخل فيه شروط و معطيات متعددة،كالإرادةالحقيقية و الدافعية فبدونهما معا لن يبذل أي طرف جهداأو سيحاول مرارا تكرارا مغيرا منهجيته عند فشل كلتجربة،ثم فضاء التعلم الذي عند تكامل أركانه المادية وتوفره على المعدات الأساسية ثم جمالية و جاذبية منظره،يسهم يحبب التعلم و يضفي حافزية للمتعلم على التفاعل واستقطاب باقي الأقران نحو التمدرس، كما أن لطبيعةتكوين المدرسين دورا حاسما في نجاح العملية التعليمية التعلمية من فشلها، فالتدريس بحد ذاته مهنة مركبة معقدة يتم فيها التعامل مع المتعلم من خلال خصائصه المعرفية والوجدانية و المهارية، و في حال التركيز على خاصية وإغفال الباقي نتحصّل في آخر المطاف على متعلم متعثرمحكوم عليه بالفشل و يستحيل عليه مسايرة المشوارالدراسي حتى أقصاه، لذا فتوجه الوزارة نحو إعادةالنظر في تكوين المدرسين و ضمان تمتعهم بالتكوينالمستمر يسهم بشكل ملموس من جهة في الرفع منمستوى قدراتهم المهنية و تحقيق معظم الأهداف التربويةالمبرمجة ضمن المنهاج التربوي الشامل من جهة أخرى، نضيف أن ارتباط البرامج الدراسية بتحولاتالمجتمع من عدمه هو حكم الوسط الذي يقرر مدى نجاحالمنظومة التربوية ككل في تحقيق أهدافها العليا أو يعلن إفلاسها، فالحديث عن الاستقرار على برامج دراسيةصالحة لكل زمان و مكان كلام غير منطقي، كون المجتمع يتطور باستمرار و ينبغي بالموازاة كذلك تطوير الجوانبالبيداغوجية حتى تستجيب للتحديات المتراكمة التيتفرضها مجريات التنافسية في ميادين الصناعة و إنتاجالثروة،أما الإدارة التربوية و شاكلتها تقليدية أم حديثة فلها ثقل مهم في سير المؤسسة التربوية و تتبع مدى تنفيذ التزاماتها مع المحيط المراقب عن كثب للسيرالتربوي من جهة و مع المجتمع بشكل عام،فالتدبيرالتشاركي و انفتاح المؤسسة على باقي الشركاء :-الاجتماعيين،الاقتصاديين،الفاعلين-أضحىأمرا لا مفر منه، به تترسخ واقعية مشروعها،الذي يهدفأساسا الخروج من أزمات عضال،كقلة الوسائل التعليميةو الهدر المدرسي،التعثر الدراسي ،ضعفالنتائج،،خدمة و ارتقاء بجوانبها التربوية و المالية والإدارية،حتى تعود الثقة إليها تدريجيا و تنمحي عنها صورة القتامة و الفشل؛إذن فقضية الجودة في التربية والتكوين تحتاج إلى تظافر للجهود و تعبئة على عدةمستويات حتى تتحقق و تنجح معها منظومتنا التربوية وتصير منافسة لباقي مثيلاتها في الدول العربية و كذلكالغربية،ينبغي الإشارة إلى انفتاحها على باقي النماذج التربوية الناجحة سيعمل من بعيد و من قريب على :

-أولا تعزيز الخبرات

-ثانيا إيجاد صيغ ملائمة و أكثر فاعلية لتحقيق قفزة نوعية ترتقي بالأداء التربوي و تقوي دعائمه.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك